الميدان الرياضي : منتخب النشامى يعود إلى «درب السلامة»
التاريخ : 2024-10-17

منتخب النشامى يعود إلى «درب السلامة»

عاد المنتخب الوطني لكرة القدم سريعاً إلى درب السلامة في الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، بالفوز الذي حققه الليلة قبل الماضية على نظيره العُماني 4-0.

بعد التعثر أمام كوريا الجنوبية 0-2 هنا في عمان بالجولة الثالثة والتراجع على سلم ترتيب المجموعة الثانية، ضرب النشامى بقوة في الجولة الرابعة وسجل رباعية نظيفة بالشباك العمانية، عاد من خلالها إلى المركز الثاني برصيد 7 نقاط، وعزز بذلك فرص الحصول على إحدى بطاقتي الترشح المباشرتين إلى مونديال 2026.

وسجل يزن النعيمات الحاصل على جائزة أفضل لاعب بالمباراة (26 و54) وعلي علوان (49 من ركلة جزاء و87) أهداف الفوز لصالح المنتخب الوطني، في الجولة التي شهدت بقية مبارياتها التي فوز جمهورية كوريا على العراق 3-2 في يونغين، وتعادل فلسطين مع الكويت 2-2 في الدوحة.

وانفردت كوريا الجنوبية في صدارة ترتيب المجموعة برصيد 10 نقاط من أربع مباريات، مقابل 7 نقاط لكل من الأردن والعراق، و3 لكل من عُمان والكويت، ونقطتين لفلسطين.

الليلة قبل الماضية، بدا المنتخب الوطني أكثر اتزاناً ونضجاً وعلى عكس ما ظهر عليه تماماً قبل أيام أمام كوريا الجنوبية، وتمكن جمال السلامي والنشامى من استعادة الصورة المقرونة بأداء مميز وعالي المستوى أثمر عن انتصار مستحق جاء في وقته.

الفوز أعاد إلى الجماهير الثقة بالمنتخب الوطني، وأرسل إشارات طمأنينة بأن الفرص لا تزال قائمة وأن ما جرى بمواجهة كوريا الجنوبية كان مجرد كبوة أثبت النشامى قدرته على النهوض منها سريعاً، وهو أمر يستحق عليه السلامي واللاعبين على حد سواء الإشادة والثناء، ليس لمجرد تحصيل النقاط الثلاث فحسب، إنما لما قدمه الفريق من أداء مميز على الشقين الهجومي والدفاعي، فضلاً عن الخيارات الأساسية أو البديلة التي لجأ إليها الجهاز الفني والتي كانت على قدر المسؤولية، وعكست رسالة بأن للمنتخب هوية بمن حضر ولا يتوقف عند غياب لاعب أو أكث? رغم قيمة كافة الأسماء.

وبالحديث عن الأسماء، كان الجميع في المنتخب حاضراً وعلى أعلى درجة من التركيز والتصميم والروح والعزيمة والإصرار على الفوز، ولكن وكما ينال النعيمات وعلوان التحية، لا بد من الإشارة إلى محمود المرضي ودوره الريادي والقيادي في صناعة اللعب إلى جانب اتزان محمد أبو النادي الكبير في مركزه وإدراك مهند أبو طه العالي لواجباته وثبات نور الروابدة عند تنفيذ مسؤولياته ويقظة يزيد أبو ليلى.

وإضف إلى كل ذلك، الجمهور الذي رسم صورة دعم رائعة وهتف للنشامى وقدم لوحات مميزة تزينت بها المدرجات، وهو العامل الأول والرئيس لتقديم المنتخب الوطني لهذا المستوى في المباريات التي تقام على أرضه.

ماذا بعد؟

الآن، على المنتخب الوطني وقيادته الفنية انتظار يوم 14 تشرين الثاني، حيث موعد الجولة الخامسة التي تشهد مواجهة مهمة هناك في البصرة أمام المنتخب العراقي بالتزامن مع مباراتي الكويت وكوريا في العارضية، وعُمان مع فلسطين في مسقط.

وعلى الرغم من أهمية ما فات من مباريات، يدرك النشامى أن لقاء العراق يكاد يكون الأكثر أهمية، حيث الفوز خلاله قد يقلص حظوظ «أسود الرافيدن» في نزاع البطاقة الثانية، إذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار امتلاك الكوري الجنوبي لحظوظ الابتعاد بالصدارة قياساً بطبيعته وطبيعة المنافسين الآخرين من جهة.

وإلى جانب مباراة العراق، سيكون النشامى على بعد خمسة أيام فقط وتحديداً في 19 تشرين الثاني على موعد مع لقاء الكويت خارج الديار، وهي المواجهة التي تندرج لحساب الجولة السادسة والمطالب بها رد الاعتبار بعد التعادل 1-1 هنا في عمان لتعويض خسارة نقطتين كانتا في المفترض في جعبة النشامى وحساباته.

ويشار إلى الجولة الأولى من التصفيات كانت شهدت فوز العراق على عُمان 1-0 في البصرة وتعادل الأردن مع الكويت 1-1 في عمُان وتعادل كوريا الجنوبية مع فلسطين 0-0 في سيؤول، في حين شهدت الجولة الثانية فوز الأردن على فلسطين 3-1 في كوالالمبور وكوريا الجنوبية على عُمان 3-1 في مسقط وتعادل الكويت مع العراق 0-0 في العارضية، وشهدت الجولة الثالثة فوز العراق على فلسطين 1-0 في البصرة وعُمان على الكويت 4-0 في مسقط وكوريا الجنوبية على الأردن 2-0 في عمّان.

ويتأهل أول فريقين من كل مجموعة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم 2026، في حين ينتقل المنتخبين الحاصلين على المركزين الثالث والرابع من أجل خوض الدور الرابع للتنافس على بطاقتين إلى كأس العالم وبطاقة إلى الملحق العالمي.

سلامي يشيد

مدرب النشامى، جمال سلامي، أشاد خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب المواجهة بالمستوى الانضباطي العالي الذي غلف أداء المنتخب بشكل عام داخل الملعب، بالإضافة إلى فاعلية دكة البدلاء التي ظهرت في المباراة بشكل أنجع من الشكل الذي شاب ظهورها في لقاء كوريا.

وحرص مدرب المنتخب، على توجيه الشكر للاعبين بعد تحقيقهم الفوز العريض وقال سلامي «أشكر جمهور المنتخب على الحضور والمساندة، رغم الظهور الباهت أمام كوريا الجنوبية في المباراة الماضية. نود أن نشكرهم على هذا الحضور، نحن نستحق تواجدهم، ونتمنى أن يكونوا سنداً دائماً لنا».

وأضاف مدرب الرجاء السابق: كنا على أتم الجاهزية، كما كنا واعين بحجم المسؤولية، ونعرف ماذا يمكن أن نفعل في مواجهة عمان، والأهداف التي سجلناها كانت في فترات مهمة.

وتابع: أشكر اللاعبين على المجهود الذي بذلوه. ليس من السهل الظهور بهذا الأداء الكبير بعد الإخفاق والانتقادات.

وأضاف: عملنا منذ مدة مع المنتخب بهدف تطوير أداء اللاعبين، التجمع الأول عادةً ما يكون مصحوبًا بالمعوقات، ومن التحديات التي نواجهها امتلاكنا لاعبين ينشطون في دوريات مختلفة من حيث المستوى والتنافسية، تعثرنا في مباراة الكويت ومع الوقت قدمنا أداء مميزًا أمام فلسطين، وعدنا لذات المشكلة حيث تعثرنا أمام كوريا الجنوبية، وبعدها عدنا بفوز كبير على عُمان، وما أود قوله أن هدفنا واضح وهو الوصول إلى كأس العالم.

وأوضح: كما قلتُ سابقًا نحن بحاجة ماسة للوقت حتى يطبق اللاعبون المطلوب منهم، نحن اليوم لم نغير كثيرًا في التشكيلة، حيث دفعنا فقط بيزن النعيمات ومحمد أبو النادي منذ البداية، لذلك مشكلتنا لم تكن بالتشكيلة، لكن حصلنا على الوقت الأكبر حيث استوعب اللاعبون المطلوب منهم أكثر بعد مباراة كوريا.

وتابع: وجود لاعب استثنائي مثل النعيمات أسهم بتحقيق هذا الفوز، فهو لاعب قادر على تختيم جهد المجموعة كما يجب، صحيح أن التعمري غاب وكان له تأثير، لكن وجود يزن وعلي علوان ومرضي أسهم في سد الفراغ.

وعرج السلامي على الانتقادات التي تعرض لها لاعبو النشامى في المرحلة الماضية.. «الانتقاد عنصر من عناصر الرياضة، لكن نحن مع الانتقاد البناء الذي يخلو من أي ألفاظ بذيئة بحق لاعبين لديهم أسر، وأنا شخصيًا ليس لديَّ أي حسابات على فيسبوك أو إنستجرام، لكن ما نطلبه من الجماهير احترام هذه المجموعة لأنهم يستحقون ذلك».

جابر يعتذر

بالمقابل، اعتذر رشيد جابر المدير الفني لمنتخب عُمان، إلى جماهير الكرة العمانية وقال خلال المؤتمر الصحفي بعد المواجهة، إن المنتخب العماني قدم أسوأ مباراة له في التصفيات، واعترف بقوة نظيره الأردني، مشيرًا إلى أنه «قدم مباراة كبيرة وتفوق علينا في كل شيء طوال الـ 90 دقيقة».

وأضاف: كل اللاعبين الذين بدأوا اللقاء، باستثناء عبدالرحمن (المشيفري)، لم يكونوا حاضرين، حتى البدلاء عندما شاركوا لم يكونوا في المستوى المطلوب.

وأشار جابر إلى تفوق المنتخب الأردني في الجانب البدني، موضحًا أن «الحضور الذهني والبدني كان أفضل عند المنتخب الأردني، وهذا ما يفسر تفوقهم في الصراعات الفردية».

ورغم الهزيمة الثالثة، اعتبر أن الفرصة في المنافسة على التأهل لكأس العالم لاتزال قائمة، مستدركا: «لكن يجب أن نغير عقليتنا، وأن نتحلى بالإيجابية».

عدد المشاهدات : [ 1986 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .